بت فى الشارع

كانت تجلس فى ظل شجره وهى تنظر الى المجهول ؛ اثاره امرها فدنا منها وتمعن فى شكلها الذى يدل على انها من اصل طيب وبنت عائله ؛
سالها \ ما الذى جعلك تحومين فى الشوارع ؟
أجابته \لان البيت اصبح فخا ومصيده
كيف ذلك ؟\ لا تقلب المواجع وقل لى كم ستدفع ان ذهبت معك ؟
قال لها\اسف ولكنى لا اريد غير المعرفه ارجوك
قالت \ مات ابى ولم يترك لنا شئ غير ديون متراكمه واصبح الجميع يتسابقون لمساعدتنا ولكن ليس مساعده لله بل من اجل الوصول الى انا
قال لها\ من اجل الزواج ؟
قالت \ ليت الامر كان هكذا اذا لقبلت باول واحد ولكنهم يريدون ان نرد لهم مساعدتهم بشئ من شرفى وعفافى
قال لها \وهل الفرار حل مشكله ؟
قالت \ ان تهب ما تملكه بارادتك افضل من ان ياخذ منك عنوه وجبر
قال \ معقول ؟ انى اشتم فيكى رائحة خمر
قالت \ الكل يشرب الان
قال \ خطا فانا مثلا لا اشرب الخمر ابدا
قالت \ هذا لان حياتك سعيدة
قال \ وانت ؟
قالت \ حياتى كلها جراحات والام وليس سهلا الاستمرار فيها الا بالتخدير
قال \ ولكنه لن يفيدك ولن يغير من الواقع شئ
قالت \ بل يفيد فكما يخدر الطبيب مريضه حتى لا يحس بالالم كذلك افعل انا مع نفسى
قال \ ولكن الطبيب يفعل هذا يصورة مؤقته
قالت \ هذا لان الم مريضه مؤقت اما انا فمرضى عضال مزمن لذا توجب على ان اداوم على تخدير نفسى حتى لا احس الم الحياة
قال \ ان لك فلسفة مدمره
قالت \ بل واقعيه وان كانت مؤلمه
قال \ والى متى هذا الحال ؟
قالت \ الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا
قال \ لما لا تعودين الى الطريق القويم ؟
قالت \ مياه النهر لا تعود الى المصب
قال \ وهل تعلم امك اين انت الان ؟
قالت \ كيف تعرف والحياة لا تمنحها لحظة راحة واحده لتنظر حولها ؟
قال \ الى هذه الدرجه ؟
قالت \ بل واكثر انه اللهث خلف لقمة العيش
قال \ وطريقتك هذه ؟
قالت \ احدى طرق الحصول على لقمة العيش
قال \ ولمنها مجبولة بالعار
قالت \ من يتناولها لو لم يكن مجبورا لما استساغها
قال \ الم تجدى عملا وكما يبدوا انك متعلمه جدا ؟
قالت \ وهل بامكان الحمل ان يجمع الصيد مع الذئاب ؟
قال \ قولك هذا يجعلنى افقد الثقه فى العالم اجمع
قالت \ هذا ان كان هنالك ثقة اصلا
قال \ هذا الكلام غير حقيقى على الاطلاق فثمة اناس خيرين فى هذه الحياة
قالت \ مثل من ؟
قال \ مثلى انا
قالت \ اذا هل تقبل ان تتزوجنى وتنتشلنى من هذا الواقع الاليم بعد ان عرفت قصتى ؟
قال \ ماذا ؟؟؟؟
قالت \ ارايت ؟
ذهبت عنه وهى تترنح وهو لا يدرى اتترنح من سكرها؟
ام من ثقل الم الحياة ؟

فما رأيُك إن كٌنت في مثل هذا الموقف؟؟؟ ...